تنسيقية سوس للجمعيات الأمازيغية تطلق النار على منتقدي عصيد

وردنا البيان التالي من تنسيقية سوس للجمعيات الأمازيغية

بعد إطلاعنا على فحوا الحوار الذي أجراه الأستاذ عصيد في ضيافة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان و على الردود المتوالية الصادرة عن شيوخ السلفية و كذا حركة التوحيد و الإصلاح الدراع الدعوي لحزب العدالة و التنمية، التي نتج عنها تهييج المجتمع و تعريض حياة الباحث للخطر المحقق بدليل تعرضه لتهديدات بالتصفية الجسدية… فإن المكتب التنفيذي لتنسيقية سوس للجمعيات الأمازيغية و بعد تدارس هذا المنعطف الخطير في احترام الحقوق المدنية في ظرفية يطبعها سعي أعداء وحدة الوطن إلى الترويج للمغرب كدولة رجعية لا تعيير أدنى اهتمام لحقوق الإنسان لا يسعه إلا أن يندد و يستنكر بقوة هذه التصريحات الهوجاء و خصوصا من حركة يفترض فيها أن تكون إصلاحية تضم بين أعضائها رئيس الحكومة المغربية و كذا من أئمة يفترض أن يكون السجن قد علمهم أهمية احترام فكر الأخر و يكونوا مشبعين بقول العلي القدير { وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ } (هود: 118) .
و قوله تعالى { لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ }(256).البقرة و قوله { وَقُلْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} (29). الكهف. و قوله { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [النحل:125]
كما لا يجب ان ينسى هؤلاء أن أحد ”اللادينيين” كان من بين أهم أسباب حماية الرسول في بداية الدعوة و هو عمه أبو طالب الذي كان على هؤلاء المحتجين اخذه مثلا، فرغم عدم إيمانه بدعوة الإسلام إلا أنه أبى أن يتخلى عن الرسول وحارب في سبيل حماية دعوته و حريته في التعبير! كما لا يفوتنا أن نشير إلى ان النبي الأعظم أقر في مجموعة من النوازل فصل الدين عن الدولة كما وقع له مع تخصيب التمر لما حل بالمدينة أو في شؤون الغزوات كما وقع له مع سلمان الفارسي في التخطيط لغزوة بدر الكبر ى. و لا ننسى انه على مدى 14 قرن من تعايش الإسلام مع الديانات الأخرى في أرض المغرب فإن الأحكام العرفية الأمازيغية ضلت تطبق في مجموع التراب المغاربي في ما يخص تخليق الحياة العامة و زجر المخالفات دون ان يثير ذلك رد فعل من فقهاء تلك الأزمنة بل و بمباركة منهم اللهم إلا إن كان فقهاء زماننا يكفرون أسلافهم و يعتبرونهَم ضالين؟
على ضوء هذه الحقائق القطعية و بعد التأني و التدارس العميق لهذه النازلة فإن تنسيقية سوس للجمعيات الأمازيغية بإجماع من أعضائها و بقناعة يقينية تعلن للرأي العام الوطني و الدولي:

تأكيدها

· مساندتنا اللامشروطة للأستاذ أحمد عصيد في محنته في سبيل التعبير عن أراءه التي نتوافق عليها و حتى تلك التي نختلف فيها معه.
· ضرورة احترام الرأي و الرأي الأخر لبناء مجتمع ديموقراطي يحترم الحرية الفردية للأشخاص و توجهاتهم.
· أنه ليس كل عربيا مسلما بالضرورة و ليس كل أمازيغي يطالب بحريته لا دينيا مرتدا كافرا يسعى لزعزعة عقيدة المسلمين.
· أن الحوار العقلاني هو السبيل الوحيد للتقدم بالبلاد و تجنيبها فتنة التقسيم الطائفي.
· تحميل النظام المغربي المسؤولية التامة المادية و المعنوية على كل ما يقع من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان بالمغرب و قمع لكلمة الحق و المطالب المسالمة لعموم الشعب.
· أن القضاء يظل الوحيد المخول لمعرفة من أخطأ و أين أخطأ و الجزاء المناسب لخطئه.
تنديدها
· باستعمال أساليب الترهيب و التخويف و التهديد في سبل منع الأخر من إبداء رأيه
· سكوت الحكومة عن حملات التشهير و تلك التي تستهدف حرية التعبير
· قيام الدراع الدعوي لحزب العدالة و التنمية ” حركة التوحيد و الإصلاح ” بتحريف الحقائق من أجل خدمة أجندة سياسية معينة تستهدف اللعب على الوتر الحساس لغالبية الشعب المغربي في سبيل ابعاده عن نقاش القضايا الحقيقية للدولة من قبيل الأزمة المالية الخانقة التي يمر بها المغرب
رفضها
· لاستمرار استغلال الدين قصد خدمة المصالح الشخصية لأفراد و جماعات معينة.
· لتسرع أفراد يفترض فيهم أن يكونوا دعاة و علماء في إصدار أحكام قيمة و تكفير الأشخاص لمجرد اختلاف الرأي معهم.
· على استمرار ربط كل مطالب الحركة الأمازيغية بأجندة غربية إسرائيلية أمريكية تستهدف المس بالإسلام و المسلمين؟؟؟
دعوتها
· الحكومة المغربية لمراجعة النظام التعليمي بالمغرب بما يمكن من توفير تدريس يلائم متطلبات مختلف الشرائح المجتمعية.
· الحكومة المغربية للإسراع بتنزيل الدستور في ميدان إدماج الامازيغية و كذا في اعتماد نظام جهوية موسعة حقيقية يعطى استقلالية تامة للجهات التاريخية للمملكة.
· كل من يحس أن حرمته انتهكت إلى اللجوء إلى القضاء من أجل انصافه.
· الجميع إلى الوقوف وقفة رجل واحد من أجل النهوض بالمغرب و تجاوز الأزمات التي تهدد اقتصادنا بسكتة قلبية مميتة.
· الفعاليات الأمازيغية إلى تذويب الخلافات و التوحد من أجل ممارسة الضغط للتنزيل الحقيقي للدستور بإدماج تام للأمازيغية في جميع الميادين بما فيها الحقل الديني.
· كل الناشطين إلى الاستمرار في كتاباتهم و عدم الاكتراث للأصوات الناشزة من أجل تنمية المغرب ثقافيا.
عزمها
· على الوقوف طرفا مدنيا في أي دعوى قضائية قد يتقدم بها الأستاذ عصيد ضد كل من يثبت في حقه التقديح فيه أو السب أو التهديد
· على مواصلة الدفاع عن مبادئ الحركة الأمازيغية و مطالبها خصوصا في مجال استعادت الأراضي المنهوبة و الإدماج الحقيقي للأمازيغية في الحياة العامة
و في الأخير فإننا ندعوا الجميع إلى إعمال صوت العقل و ضبط النفس و عدم الانسياق وراء الهوى و حب الظهور و تنصيب النفس وليا على المسلمين و مسؤولا عن حماية معتقداتهم ” فللكعبة رب يحميها ”