الموسم الديني لزاوية سيدي محمد بن يعقوب بسوس إقليم طاطا

1 – موسم زاوية سيدي محمد بن يعقوب
يعتبر موسم زاوية سيدي محمد بن يعقوب ، موسماً دينياً وصوفياً وروحياً، يتواجد بمنطقة إمي نتانالت جماعة ابن يعقوب قيادة اقا يغان عمالة إقليم طاطا .ويمتد اقليم طاطاعلى مساحة قدرها 25925 كلم مربع من السفوح الجنوبية إلى الأطلس الصغير إلى مشارف الصحراء ،ويبلغ عدد سكانه 121618 نسمة ،منها 82588 نسمة في المجال القروي، مقابل 39060 نسمة في المجال الحضري حسب إحصاء عام 2004 .تحده اقليم تزنيت وكلميم غرباً ،و إقليم تارودانت شمالاً وإقليم زاكورة وورزازات في الشمال الشرقي، وإقليم أسا زاك جنوباً والحدود الجزائرية المغربية في الشرق والجنوب الشرقي. ويتوزع سكان الإقليم بين أربع بلديات طاطا واقا وفم زكيد وفم الحصن، و16 جماعة قروية وأزيد من 250 مدشراً.
التعريف بموسم زاوية سيدي محمد بن يعقوب
سيدي محمد بن يعقوب موسمٌ ديني وصوفي، روحي و تجاري، ينظم سنوياً في الأربعاء الأول من ابريل الفلاحي، بقرية امي نتنالت بعمالة طاطا. من قبل حفدة ومريدو زاوية الوالي الصالح ، ويعتبر الموسم مناسبة دينية اجتماعيات وتجارية تقام على مدى ثلاثة أيام . ويعرف هذا الموسم توافد أعداد كبيرة من الزوار والمريدين ألدين يتجهون إليه من كل المناطق المجاورة ومن كل مدن وجهات المملكة ، نظراً لصيته الذائع وشهرته الواسعة ، ولدلالته الرمزية على المستوى الديني والاقتصادي فهو محفل ديني يجتمع فيه كل أصناف الناس ، المثقف والأمي والغني والفقير والسياسي والمواطن العادي، وكذا الفقهاء وطلبة المدارس العتيقة، وحملت كتاب الله، من أجل قراءة وتلاوة القران الكريم والأمداح النبوية، بالإضافة إلى شخصيات وعمارات صوفية معروفة. وتتلاقى فيه الساكنة المحلية والأجنبية لترسيخ التواصل بين الأجيال ، وفرصة لاستحضار مناقب الولي الصالح في جو ديني مفعم بالإيمان كما يعتبر مناسبةً للتعارف والتواصل بالإضافة للحركة التجارية التي يعرفها الموسم.



يعرف الجانب التجاري للموسم رواجاً تجارياً كبيراً ، بحيث تنشط فيه حركة البيع والشراء، وتعرض فيه أهم المنتوجات المحلية الأصلية، حيث يختلف الزوار الوافدين على الموسم بين زائر من أجل التبرك بالوالي الصالح، وبين وافد لاكتشاف ما تختزنه المنطقة من تقاليد وعادات في هذه المناسبة ،وهناك من يعتبره فرصةً لاقتناء بعض المعروضات التي يعرضها التجار وتشمل بالأساس الزرابي والملابس التقليدية والمجوهرات الفضية وثمور المنطقة المعروفة

بجودتها العالية، كما تعرض فيه مختلف السلع والفواكه الجافة والبخور التي يتبرك بها الزوار عن طريق شراء بعض منها وإهدائها للأهل والأقارب. وأثناء التجول بين أروقة هذا الموسم ستنسى من يرافقك الزيارة ولن تنتبه إلا لما يحيط بك في المكان، كما يمتعك العارضون بنغمات من فن أحواش وأغاني الحاج بلعيد وعمر وهروش وأمنتاك ثم المهدي بن مبارك، ولا مجال هنا لموسيقى الشباب كأن في الأمر إشارة بأن الغالب على طقوس الموسم التراث الموسيقي القديم .كما تلاحظ تنظيما جيداً لخيام التجار للحفاظ على جمالية وتنظيم حركة المرور بين أروقة الموسم.

الجانب الصوفي والروحي في الموسم

أكثر ما يهيمن على هذا المحفل السنوي هو التصرف ،عكس المواسم التي تهتم بالفروسية والفنون الشعبية .فموسم الولي الصالح محمد بن يعقوب ، يفد إليه رجال التصوف المشهورين، خاصة في سوس كالعالم والشيخ الكبير الحاج الطيب القادم من زاوية إمي نوداي.من أكبر فقهاء سوس ، شخصيته مشهورة في المنطقة يحترمه الكبير والصغير، يتهافتون عليه لإلقاء التحية عليه بل لتقبيل يده أحياناً إجلالاً له . وأثناء الموسم يتم فيه ختم القران الكريم ، كما تتخلله تلاوة الأمداح النبوية من طرف طلبة المدارس العلمية العتيقة ويكون أيضاً مناسبةً لإبراز المعالم الدينية والتعريف أيضاً برجالات هذه المنطقة .ويعد ضريح محمد بن يعقوب مزار لكل الزائرين تلقى فيه الأدعية للوالي الصالح والتبرك ببركته وغالبية هؤلاء الناس من النساء والذين يعانون من أمراض نفسية غير معروفة. وعلى باب الضريح نجد فقهاء يتلون القران جهراً مادين أيديهم لطلب الصدقة من الزوار الوافدين للزاوية تبركاً بروح الضريح.



الهدايا والذبائح التي تساق إلى الزاوية

كما تساق الذبائح من كل الأصناف تبركاً لهذا المقام .فعادةً ما تحضر كل القبائل والشخصيات الكبرى التي تأتي لزيارة ،هدايا للولي الصالح من أبقار وأغنام، يخصص لها مكان مسيج تذبح فيه تبركاً بالضريح ، أمام أنظار السكان والزوار، والأغنام يتم ذبحها في مكان آخر مخصص لها داخل الزاوية ويتم توزيع لحوم هذه الذبائح على سكان هذه القرية على حسب مقربتهم من الولي ،كما خصص صندوق حديدي مسيج ومحكم المراقبة لتبرعات المالية، وتجمع مبالغ مالية مهمة كل سنة. أما العارفون بخبايا الموسم، فيقولون إن عائدات الصندوق من الهدايا المالية تبلغ حوالي 18 مليون سنتيم. يتم جمعها كعطايا خلال الموسم ،و يتم توزيعها بالتساوي على حفدة الشيخ والشرفاء اليعقوبيين ويقال أن زيارة الموسم لا تكتمل إلا بزيارة هذه الزاوية وأخذ قليل من الملح والثمور والكسكس المعروضة هناك تبركاً.

مراسيم الذبح

وهناك شي غريب يقع في الأيام الأخيرة من الموسم ، تفسره الروايات المحلية روحانيا .وهو تغير أحوال الطقس بشكل مفاجئ من حرارة مفرطة سرعان ما تهطل الأمطار لتفاجئ الزوار والعارضين .ويقال أن هذه العادة تلزم الموسم كل سنة وتعني إنذارا بالوداع ومتم هذه الزيارة المباركة.