عن الثقافة الشعبية الأمازيغية : أكادير الهناء طاطا نموذجا
صفحة 1 من اصل 1
عن الثقافة الشعبية الأمازيغية : أكادير الهناء طاطا نموذجا
المواسم اليومية النّسائية :
ومن أشهرها مقبرة سيدي محند أوحماد ، وتوجد وسط الحقول قرب مدشر" إيمغي " في طريق متربة تصل أكادير الهناء بمركز طاطا ؛ حيث يحجّ إلى هذه المقبرة نساء من كلّ الدّواوير المحيطة للتّبرّك بكرامات الوليّ سيدي محند أوحماد ؛ وحتّى بعض الرّجال عادة ما يصحبون مرضاهم من نسائهم أوأطفالهم للإستشفاء والتّداوي . حيث توجد جانب المقبرة محاذية للطّريق حجرة مبنية بالطين ومسقّفة بجذوع النّخل وسعفه يستقرّ فيها المرضى الممسوسون والمجانين، ومرضى بعض العداوي الجلديّة كالجذام، والمرضى الكسيحين والمشلولين . قرب الحجرة قبرين مكشوفين ؛ وأعني أنّهما لا يوجدان داخل حجرة أوقبّة كما هو الحال بالنّسبة لأغلب قبور الأولياء في مجموع مناطق سوس بل وفي مجموع مناطق المغرب . القبر الأوّل حسب علمي صاحبه مجهول ، وهذا رغم أنّه بارز إلاّ أنّه بسيط البناء ، ولا يبعد عن قبر الولي الصّالح إلاّ نصف متر في خطّ واحد . حيث الأخير مطلي بالجيرالأبيض ، مستطيل الشّكل ، بعلوّ80 سنتميتر إلى متر فوق الأرض ، فوقه توضع الشّموع شتاء ، بينما في فصل اشتداد الحرارة توضع في الحجرة المقابلة . وفوق قبرالمجهول صاحبه ، توضع أواني حديدية ، أو من الألمنيوم من مخلّفات العلب أوخزفية ؛ وأكواب تملأ بالماء المجلوب في ساقية مجاورة تمر محاذية للطّريق. وبجانبه مقابل المقبرة صفّ لا متناه من أشجار النّخيل . هذا الماء الّذي يملأ من طرف النّساء المتطوّعات أو زوّار المقبرة ، يعتقد أنّه يشفي ويعالج الأمراض الجلديّة حتّى المستعصية على الطّبّ الحديث ، بشرط أن يكون هذا الماء قد بات ليلة واحدة على الأقلّ فوق القبر ؛ ويسمح للعموم بأخذ الآنية إلى بيوتهم للإغتسال به ، وخاصّة النساء منهم . وإلى جانب الأواني المائية وفوق سطح القبر وعلى امتداد ساحته ، توجد أشواك النّخيل مغروسة في أرضية القبر مثنى مثنى ، يعني أنّ كلّ شوكتين تشكّلان زوجا مستقلا ، بين الشّوكة والأخرى مسافة 10 سنتيمترات أو أقلّ من ذلك ، مرتبطتين بخيط من الصّوف يلتفّ مرارا حول الشّوكتين ويربطهما معا ؛ وهو ما يعني رمزيا الرّباط المقدّس بين امرأة وزوجها أو بين فتاة وخطيبها ؛ إلاّ أنّ هناك تفسيرا آخر ، وهو أن هذه الخيوط سرعان ماتفكّ ذاتيا بفعل الشّمس والأمطار أوبفعل فاعل ، ما قد يعني الطّلاق ، أو قد يعني فك السّحر عن واضع الخيط . وقرب الطّريق قريبا من المقبرة ، وعلى طول صفّ أشجار النّخيل القصيرة في الطّول ، وفي سعف أشجارها ، قد يلاحظ المارّ أنّ أوراق السّعف معظمها معقودة على نفسها ، يعني في كلّ ورقة طويلة توجد عقدة ؛ وهذه لها تفسيرين الأوّل : أنّ الفاعل لديه مشاكل ويراهن على المارّين في الطّريق ربّما يفكّون العقدة صدفة وتحلّ مشاكله ؛ والثّاني : أنّ عقدا ما قد عقدها ساحر ما ، فمادمت العقدة لم تفكّ فإنّ المعني بها أو المعنية بها لن ينال مرغوبه ، أكان زواجا أو عملا ، على حسب نيّة الفاعل . وكنّا أطفالا حين نتوجّه إلى المدرسة مارّين بالطّريق ، نشغل أنفسنا بفكّ هذه العقد للإعتقاد نفسه . فيما الذين( أو اللّواتي يعملن ) يعملون على التّعقيد يذهبون بعيدا فيلتمسون أعالي أشجار النّخيل حتّى لا تصل إلى عقدهم أيادي الآخرين ، فتُفكّ ويطلق سراح ضحاياهم . ويتناول المرضى في الحجرة وجباتهم من العصيدة الشّعيرية ولحم دجاج أسود أو أبيض حسب وصفة " الفقيهْ " أو المشعوذ الّذي دلّ عائلة المريض على هذا المستشفى النّموذجي !
ومن أشهرها مقبرة سيدي محند أوحماد ، وتوجد وسط الحقول قرب مدشر" إيمغي " في طريق متربة تصل أكادير الهناء بمركز طاطا ؛ حيث يحجّ إلى هذه المقبرة نساء من كلّ الدّواوير المحيطة للتّبرّك بكرامات الوليّ سيدي محند أوحماد ؛ وحتّى بعض الرّجال عادة ما يصحبون مرضاهم من نسائهم أوأطفالهم للإستشفاء والتّداوي . حيث توجد جانب المقبرة محاذية للطّريق حجرة مبنية بالطين ومسقّفة بجذوع النّخل وسعفه يستقرّ فيها المرضى الممسوسون والمجانين، ومرضى بعض العداوي الجلديّة كالجذام، والمرضى الكسيحين والمشلولين . قرب الحجرة قبرين مكشوفين ؛ وأعني أنّهما لا يوجدان داخل حجرة أوقبّة كما هو الحال بالنّسبة لأغلب قبور الأولياء في مجموع مناطق سوس بل وفي مجموع مناطق المغرب . القبر الأوّل حسب علمي صاحبه مجهول ، وهذا رغم أنّه بارز إلاّ أنّه بسيط البناء ، ولا يبعد عن قبر الولي الصّالح إلاّ نصف متر في خطّ واحد . حيث الأخير مطلي بالجيرالأبيض ، مستطيل الشّكل ، بعلوّ80 سنتميتر إلى متر فوق الأرض ، فوقه توضع الشّموع شتاء ، بينما في فصل اشتداد الحرارة توضع في الحجرة المقابلة . وفوق قبرالمجهول صاحبه ، توضع أواني حديدية ، أو من الألمنيوم من مخلّفات العلب أوخزفية ؛ وأكواب تملأ بالماء المجلوب في ساقية مجاورة تمر محاذية للطّريق. وبجانبه مقابل المقبرة صفّ لا متناه من أشجار النّخيل . هذا الماء الّذي يملأ من طرف النّساء المتطوّعات أو زوّار المقبرة ، يعتقد أنّه يشفي ويعالج الأمراض الجلديّة حتّى المستعصية على الطّبّ الحديث ، بشرط أن يكون هذا الماء قد بات ليلة واحدة على الأقلّ فوق القبر ؛ ويسمح للعموم بأخذ الآنية إلى بيوتهم للإغتسال به ، وخاصّة النساء منهم . وإلى جانب الأواني المائية وفوق سطح القبر وعلى امتداد ساحته ، توجد أشواك النّخيل مغروسة في أرضية القبر مثنى مثنى ، يعني أنّ كلّ شوكتين تشكّلان زوجا مستقلا ، بين الشّوكة والأخرى مسافة 10 سنتيمترات أو أقلّ من ذلك ، مرتبطتين بخيط من الصّوف يلتفّ مرارا حول الشّوكتين ويربطهما معا ؛ وهو ما يعني رمزيا الرّباط المقدّس بين امرأة وزوجها أو بين فتاة وخطيبها ؛ إلاّ أنّ هناك تفسيرا آخر ، وهو أن هذه الخيوط سرعان ماتفكّ ذاتيا بفعل الشّمس والأمطار أوبفعل فاعل ، ما قد يعني الطّلاق ، أو قد يعني فك السّحر عن واضع الخيط . وقرب الطّريق قريبا من المقبرة ، وعلى طول صفّ أشجار النّخيل القصيرة في الطّول ، وفي سعف أشجارها ، قد يلاحظ المارّ أنّ أوراق السّعف معظمها معقودة على نفسها ، يعني في كلّ ورقة طويلة توجد عقدة ؛ وهذه لها تفسيرين الأوّل : أنّ الفاعل لديه مشاكل ويراهن على المارّين في الطّريق ربّما يفكّون العقدة صدفة وتحلّ مشاكله ؛ والثّاني : أنّ عقدا ما قد عقدها ساحر ما ، فمادمت العقدة لم تفكّ فإنّ المعني بها أو المعنية بها لن ينال مرغوبه ، أكان زواجا أو عملا ، على حسب نيّة الفاعل . وكنّا أطفالا حين نتوجّه إلى المدرسة مارّين بالطّريق ، نشغل أنفسنا بفكّ هذه العقد للإعتقاد نفسه . فيما الذين( أو اللّواتي يعملن ) يعملون على التّعقيد يذهبون بعيدا فيلتمسون أعالي أشجار النّخيل حتّى لا تصل إلى عقدهم أيادي الآخرين ، فتُفكّ ويطلق سراح ضحاياهم . ويتناول المرضى في الحجرة وجباتهم من العصيدة الشّعيرية ولحم دجاج أسود أو أبيض حسب وصفة " الفقيهْ " أو المشعوذ الّذي دلّ عائلة المريض على هذا المستشفى النّموذجي !
Fatima- مشرف
- عدد المساهمات : 168
نقاط : 105497
تاريخ التسجيل : 30/01/2011
الموقع : Tata
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى